الاتجار بالبشر الذي يعتبر من اخطر التجاوزات التي تحدث على حقوق الانسان ويسمى بـ"العبودية المتطورة" اصبح مشكلة اجتماعية خطرة. ويمكن تعريفه على انها "عملية توظيف او تجنيد شخص وايوائه ونقله او الحصول عليه من طريق التهديد او استخدام القوة او الاحتيال او الاكراه واخضاع الضحايا للعبودية رغما عنهم لغرض استخدامهم او تسخيرهم او استغلال ضعف الشخص او كسب رضى الأشخاص الذين لديهم قدرة السيطرة على الاخرين من اجل ربح ذلك الشخص او اشخاص اخرون او توفير، نقله من مكان الى مكان اخر، تحويله، ايوائه او استلام الأشخاص بهدف الحصول على منافع شخصية"
"الاتجار بالبشر" والذي يمكن ان نعبره بانه " خطف، احتجاز واستغلال النساء والأطفال والرجال للعمل بالقوة" ، بسبب الفقر وتوفير معيشة افضل، القضاء على قيم المجتمع، المشاكل التي ظهرت في دول المصادر، الايدي العاملة الرخيصة والطلبات الموجود في قطاع الترفيه، المنافع الكبيرة التي يتم الحصول عليها نتيجة الجرائم، العقوبات في الدول الى الان غير رادع مقابل تلك الجرائم، أدى ذلك الى انتشار الاتجار بالبشر في العالم.
كما هو الحال في الجرائم العابرة للحدود ، لا يمكن إيقاف هذه الجريمة من قبل دولة واحدة فقط، لهذا فان مكافحة جريمة الاتجار بالبشر يقتضي تعاون دولي مطلق ويتكون استراتيجية مكافحة الاتجار بالبشر من ثلاث عناوين رئيسية والتي هي اخذ التدابير اللازمة في المحافل الدولية – حماية الضحايا الذي تم تحديده- تحقيق-مقاضاة
على الرغم من منع العبودية بصور رسمية في العالم ولكن هدف وطلب استعباد الانسان واستثمارهم لم ينتهي، استعباد والمعاملة مثل العبيد مستمرة باشكال وواجهات مختلفة. "جريمة الاتجار بالبشر" الموجودة الان هي احد أنواع تلك الواجهات. وبتعريف مختصر الاتجار بالبشر، هو تشغيل احد ما من دون اخذ رضاه والحصول على أرباح غير محقة من خلالهم.
الاتجار بالبشر هو الشكل الجديد لظهور العبودية في القرن الواحد والعشرين، والذي قام بإزالة الحقوق والحريات الأساسية للإنسان و هو تجاوز واضح للحقوق الانسان ويعتبر جريمة ضد الكرامة الإنسانية، الاتجار بالبشر اصبح في يومنا هذا بعد الاتجار بالسلاح والمخدرات ثالث اهم جريمة غير قانونية ذات ربح كبير. أعلنت الأمم المتحدة من ان حوالي 2 مليون و400 الف شخص هم ضحايا جريمة الاتجار بالبشر.حيث ارغم حوالي %80 منهم على ممارسة الدعارة، واما النسبة المتبقية فقد تم استغلالهم كعمال. مواطني الدولة بالإضافة الى الأجانب الموجودين في تلك الدولة الذي تأثروا بالامور السلبية للغربة هم اهداف تجار الانسان
الفساد، الاضطرابات السياسية والاجتماعية، التوزيع الغير عادل للإيرادات، عدم المساواة الاجتماعي بين الجنسين يعتبر الأسباب المهمة لتهيئة الأرضية المناسبة لجريمة الاتجار بالبشر.
ممارسة الضغوط على النساء والأطفال من اجل ممارسة الدعارة بالإضافة الى استغلالهم في عمالة الأطفال، استخدامهم كعاملات في البيوت، استخدامهم رغما عنهم، استخدام الأطفال في عملية التسول او استعمالهم في ارتكاب الجرائم، اخذ الأعضاء الإنسانية من دون موافقاتهم، يعتبر ابرز الاعمال ضمن عملية الاتجار بالبشر. يعتبر الضحايا من النساء والأطفال اكثر المتضررين من هذه الجريمة.
اضرارهم يبدا من تقييد حرياتهم الى احتجاز الأرباح الذي حصلوا عليه، ويعبر عن مرحلة خطرة عبارة عن تقديم التضحيات من اجل البقاء في الحياة والاستمرار فيها.
الضحايا: هم الأشخاص الذين أصيبوا بضرر فرديا أو جماعيا، بما في ذلك الضرر البدني أو العقلي أو المعاناة النفسية أو الخسارة الاقتصادية، أو الحرمان بدرجة كبيرة من التمتع بحقوقهم الأساسية، وبهذا يتعرض الى اضرار.( إعلان بشأن المبادئ الأساسية لتوفير العدالة
لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة، الأمم المتحدة، 1985)
ضحايا الاتجار بالبشر ينخدعون بوعود الحصول على اعمال قانونية وذات ربح كبير في بلدهم او بلدان أخرى. لذا الضحايا الذين يغادروا اوطانهم او مدنهم بهذه الآمال، سيكونون في بيئة لا يعرفونها ولا يجدون الأمان فيها.
وخصوصا الضحايا الأجانب سيعلمون من ان وعود العمل الذي اعطي لهم غير صحيحة بعد ان يصلوا الى تلك الدولة. اغلبهم يصبحون مدينين، يتم تهديدهم، وبصور عامة يتم سحبهم الى الدعارة كرها عنهم.