تعتبر تركيا بمثابة جسر يربط بين بين دول الشرق الأوسط ودول آسيا التي تحدها من الشرق والجنوب والتي تحدث فيها الاشتباكات والاضطرابات وبين الدول الأوروبية الواقعة في غربها والتي يكون فيها مستوى الرفاهية ومعايير حقوق الانسان عالية. إن النزاع والاضطرابات السياسة والاقتصادية في دول الشرق الأوسط وخاصة في الدول المجاورة، وصعوبة التحكم في المناطق الجبلية الحدودية في الشرق، وتناسب البنية الجغرافية لسواحل بحر ايجة والبحر الأبيض المتوسط للعبور الغير قانوني وغير ذلك من الأسباب يجعل تركيا تكون مسار عبور من أجل المهاجرين الذين يهدفون الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي. وخاصة ازدياد قوة تركيا من الناحية الاقتصادية في السنوات الأخيرة أصبحت مركزا جاذبا لحركات الهجرة النظامية والغير نظامية. وإذا أخذنا كل هذه العوامل بعين الاعتبار فإن الهجرة تؤثر بشكل كبير على بنية تركيا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديموغرافية، وتؤثر على النظام العام وأمن واستقرار تركيا.
وبسبب الوضع الجغرافي والاستراتيجي لبلدنا أصبحت موقفا لحركات الهجرة على مدى التاريخ بما فيها حركات اللجوء الجماعية واستضافت الملايين من المهاجرين. تم أدناه تلخيص حركات الهجرة نحو تركيا بشكل تاريخي.
1-2 العهد ما قبل الجمهورية
لقد صرح كثير من رجال العلم وأثبتوا كيف كانت الدولة العثمانية تعامل القادمين إليها بتسامح وبدون أن تميز بينهم من الناحية الدينية والعرقية. ونذكر فيما يلي نماذج عن حركات اللجوء الجماعي والفردي خلال هذا العهد.
- تم انقاذ عشرات الآلاف من اليهود في عام 1492 من السفن القادمة من اسبانيا وتم جلبهم إلى أراضي الامبراطورية العثمانية.
- التجاء رائد الطباعة ابراهيم متفرقة ورائد الاطفائيين السيد كونت أودون سجنيي (سجنيي باشا) اثر التمرد والعصيان الذي حدث في ثوكولي في عام 1672 ، والتجاء ملك المجر ثوكولي إيمره وزوجته في عام 1699 إلى الامبراطورية العثمانية.
- التجاء ملك السويد شارل مع جماعة مكونة من 2000 شخص إلى الدولة العثمانية في عام 1709.
التجاء ملك المجر راكوجزي الثاني إلى الامبراطورية العثمانية بعد اتفاقية باساروفجا في عام 1718.
- التجاء الأمير آدم جزارتورسكي إلى الامبراطورية العثمانية في عام 1841 وهو أحد قادة الثورة في بولونيا في عام 1830 ومؤسس بولونيزكوي اليوم.
- التجاء الأمير لاجوس كوسوث مع 3 آلاف مجري إلى الامبراطورية العثمانية في عام 1849 بسبب خسارته لمعركة الحرية في المجر في عام 1848.
- مع اختلاف البيانات الاحصائية تم قبول أكثر من 1.500.000 شخص من سكان القوقاز إلى الأراضي العثمانية كانوا قد فروا من الجيش الروسي في الأعوام بين 1856-1864، وتم بعد ذلك توطينهم في بلاد البلقان وفي أماكن مختلفة من منطقة الأناضول.
- بعد انقلاب البشويون في عام 1917 طلب فرانجل مع 135 ألف شخص حماية من الامبراطورية العثمانية.
2-2 العهد الجمهوري
استمرت حركة الهجرة الجماعية إلى بلادنا خلال مرحلة تأسيس الجمهورية وبعدها. ونلخص في الأسفل نماذج ملموسة عن هذه التنقلات:
- هاجر من اليونان إلى تركيا بين الأعوام 1922-1938 384 ألف شخص
- هاجر من دول البلقان إلى تركيا بين الأعوام 123-1945 أكثر من 800 ألف شخص
- هاجر من ألمانيا 800 شخص إلى تركيا بين الأعوام 1933-1945
- هاجر 51.542 شخص من العراق إلى تركيا في عام 1988
- هاجر من بلغاريا إلى تركيا 345 ألف شخص في عام 1989
- هاجر من العراق بعد حرب الخليج الأولى في عام 1991 467.489 شخص
- هاجر من البوسنه 20 ألف شخص إلى تركيا بين الأعوام 1992-1998
- هاجر من كوسوفا بسبب الأحداث فيها 17.746 شخص في عام 1999
- هاجر من مكدونيا 10.500 شخص إلى تركيا في عام 2001
- لجوء 500 ألف مواطن سوري إلى تركيا بسبب الاضرابات الداخلية فيها بين الأعوام نيسان 2011- أيلول 2013
باختصار لقد احتضنت بلادنا منذ عام 1922 إلى اليوم أكثر من 2.5 مليون انسان. ولايشمل هذا الرقم الأجانب الذي أتوا إلى تركيا من أجل العمل والدراسة. إذا نظرنا إلى الأرقام المتعلقة بعدد الأجانب الذين أتوا إلى تركيا من أجل العمل والتعليم ولغايات أخرى فإن مجموع عدد الأجانب الذين حصلوا على رخصة اقامة من أجل الغايات المذكورة يبلغ 2.442.159 شخص في الثلاث عشرة سنة الأخيرة.